حدا بيتذكر هالشعار؟ هيدا كان الشعار اللي نزل فيه حزب الله وحلفاؤه بالـ٢٠٠٥ بوج اللي كانوا عم يتظاهروا لخروج الجيش السوري من لبنان. في كتير إشيا تغيّرت من وقتا لهلّق. في كتير ظلم ارتكبوه لبنانيي بحق عمال سوريي. اي، كانت فشة خلق، وما بقول هالشي لتبرير وإنما لتجريم اللي صار.
بس مش هون الفكرة، الفكرة انو أنا حابة إكتب لثوار سوريا، بركي البعض منن بيسمع وبيحس بالتقدير اللي حسيت فيه تجاهكن.
بس مش هون الفكرة، الفكرة انو أنا حابة إكتب لثوار سوريا، بركي البعض منن بيسمع وبيحس بالتقدير اللي حسيت فيه تجاهكن.
أول ما بلشت ثورة سوريا، في شي فيي تحرك. مش بس لأن بعض الثوار كانوا رفقاتي، ومش بس لأن حسيت بالحاجة لإنو إتعاطف بما إني تعاطفت مع تونس ومصر واليمن قبلكن. تعاطفت لأن حسيت فيا!
أنا ما نسيت النظام السوري، ما كنت خلقت لما فات الجيش السوري علبنان بالـ٧٨، وكنت كتير زغيرة إيام الطائف وإحتجاجات الـ٩٠ـنات ويمكن كنت خاينة إيام "ثورة الأرز". ما بيهمني.
اللي بيهمني هوي انو أنا بتذكر، بتذكر حواجز الجيش السوري بلبنان. بتذكر وجوه العناصر التعبانة، الغلبانة. بس كمان بتذكر سلطة أي عنصر سوري على أي مواطن لبناني. بتذكر ذل بيي وخوف إمي. وأهم شي بتذكر الفولكلور الشفهي، بتذكر قصص التهجير. بتذكر خالي اللي انقتل ومآسي العيل اللبنانية.
لما إمي كانت توصف التهجير كانت تقول "هربنا ونحنا مفكرين إنو السوريي وحوش بقرون، هربنا بالحقالي والوديان متل كأنه السوريي رح يدبحونا لما يشوفونا. لو كنا عارفينن هلقد بشر ما كنا هربنا، كنا قاومنا".
إمي تهجرت ولد، وحملت الخوف من "السوري" لسنين وسنين. ومش وحدا. أكيد تجربتي مش معبرة عن تجربة "كل اللبنانيي". تجربتي شخصية، وبعترف بخلفية أهلي، يمين قوتجي. بس تجربة مجموعتي، أو "جماعتي"، حقيقية حتى إذا ما بتبنّاهها.
مجتمعي عاش حقبة ما بعد الطائف برعب المخابرات )ما بتذكر مما قبل الطائف إلا الملاجئ والراجمة ٤٠). تربينا نخاف العمال السوريي، وبعتذر، بس كانوا يقولولنا إنو السوري بيخاف يعارض النظام لأن إمه ممكن تقر عنه.
أحكام مسبقة وأفكار مغلوطة، بس ربينا نخاف منكن، هيدا الواقع المر. بتعرفوا شو كانوا يعملوا بعناصر الجيش السوري إيام الحرب؟ ما كانوا يبعتوا إمدادات، تيضطر الضباط يتبلطكوا عالناس، ينهبوا البياعين الجوالين. لأن هيدا الشي بيزيد "الهيبة".
بتعرفوا كيف كانوا عايشين العناصر بلبنان؟ بظروف مأساوية، لتطوير النظرة الوحشية لدى اللبنانيي عن "السوريي". ووقعنا بالفخ وكرهناكن لأن ما كان عنا الحس النقدي وما عرفنا نفرق بين النظام والشعب، وهيدا ما بيبرر عنفنا ولا ظلمنا تجاه العمال وسائر السوريي اللي ساقبت إنن نوجدوا بلبنان بهالفترة.
اللي بدي قوله بكل بساطة هوي إنو يوم اللي نزلت حفنة من اللبنانيي للتعبير عن تضامنن الإنساني مع ضحايا النظام بسوريا، وانضربوا واتكسروا عضامن. كان سائر العرب مشغولين بموقف نظام طائفي لبناني خوّيف. وحاسبونا، اللبنانيي، إنو موقفنا بالأمم المتحدة ما كان على المستوى المطلوب.
وصراحة بكيت أنا وعم بقرا ردود الفعل على موقف "الوفد اللبناني". بكيت مش لأن ما معن حق، مبلى معن حق، الموقف ضعيف وهزيل وخاين. بس بكيت لأن لسنين الكل نسي لبنان، متل ما البشر دايماً بتنسى، عشنا قمع النظام السوري وما طلع مين يتعاطف، ولو صورياً معنا. شبابنا وصبايانا انقتلوا، واتقطشوا، تسلموا لأهلن على "بسطات جوالة" على بواب الضيع، أو بصناديق سياراتن تحت بيوت أهلن. خالي ما طلعله شرف الدفن، عفن بالشمس، مش مقابر جماعية، تعفين متل الزبالة بالشمس، مشان هيك إمي بعدا بتبكي، بعد ٣٣ سنة من التهجير. مشان هيك أنا ببكي، أنا اللي ما عرفته للشهيد، ببكي الخال اللي ما عرفته.
ما عم برر، عم عبر عن قهر لبناني. نحنا تربينا إنو لبنان حر، ضمن حدود. نحنا أحرار نحكي ونسب، بشرط ما نمس بالمسلمات )منها ملكية النظام السوري على الساحة اللبنانية(.
وحقكن علينا، وقعنا بالفخ، وما كنا أذكيا. بعتذر للشعب السوري.
بس بتعرفوا شو اللي عزّاني بهاليومين؟ موقف الناشطين والمدونين السوريي. إنتو ما حكمتوا عاللبنانيي. إنتو شفتوا الـ٢٠ اللي استرجوا ينزلوا. إنتو ما حكمتوا على ضعف وخوف الـ٤ ملايين الباقيين. إنتو تضامنتوا معنا لما كنتوا مجروحين.
بالأشهر الـ٥ الماضية، تعاطفت وانهزيت وحسيت معكن، على قد ما بقدر حس من أمان موقعي. بس ما بحياتي حسيت بالتماهي مع الشعب السوري عقد ما حسيت بالأسبوع اللي قطع. مش لأن بعرف إنتو شو حاسين، بس إنتو حسستوني إنكن فاهمين قديش صعبة علينا نوقف معكن، إنتو شفتوا الشبيحة اللي راعبيننا، تقريباً متل ما راعبينكن.
لأول مرة بحياتي بحس إنو جايي عبالي قول "شكراً سوريا"، إنتو فهمتونا وفهمتوا ضعفنا، أعدتوا النظر بالـ"تاريخ المشترك" وشككتوا.
وصراحة، بيني وبينك، ومع إنو بعرف إنو هالحكي كتير رومنسي، بس بالأسبوع اللي قطع فهمت "الأخوة اللبنانية-سورية" عشوي حسيت بتاريخ أقدم من السنين الـ٢٥ اللي عشتن، بتاريخ، كنا نحنا والسوريي قراب، لهجاتنا وثقافاتنا وأكلنا وتاريخنا متقاربين. لأول مرة حسيت إنو في أمل لعلاقات لبنانية-سورية مش مبنية على البلطجة والإستغلال من جهة، وعالتخاذل والذل من جهة تانية.
بعرف إنو الإيام قدامنا ونظام آل الأسد بعد ما سقط. بعرف إنو ما في شي مضمون، وبعرف إنو كل العالم بعده مبني على أساس الإحتلال الإقتصادي والسياسي، ومش عالحس الإنساني. بس للحظة بحياتي حسيت بالأمل.
بالمختصر المفيد، شكراً سوريا، للأمل المجنون وللحقيقة المرة… شكراً.
No comments:
Post a Comment